حكمة اليوم

قرأنا لك

الخطوات الثمانية لتصميم برامج تدريبية فعالة - عبد الرحمن محمد المحمدي... المزيد

قائمة المراسلة
الاسم
البريد
الجوال

مشاهدة : 1554

أثر التوجيهات النبوية في بناء الفعالية الشخصية : الهم والحزن (1/4)

 







 

 

 

أثر التوجيهات النبوية    في بناء الفعالية الشخصية (1/4)    

أ.د. محمد المحمدي الماضي

أستاذ إدارة الإستراتيجية

كلية التجارة - جامعة القاهرة


تمهيد

لا شك أننا نحتاج إلى وقفة بل وقفات لنغترف من فيض توجيهات المصطفى صلى الله عليه وسلم في بناء الفعالية الشخصية، وهذا يحتاج منا إلى قراءة جديدة متأنِّية ومتعمقة لفهم وتفعيل كل تلك الكنوز التي بين أيدينا عن رسولنا صلى الله عليه وسلم، خاصة في ضوء ما تكشَّف لنا من علوم حديثة واتجاهات ومدارس متعددة، تلقي بثقلها في مجال الفعالية الشخصية..

وإننا نجد الآن أن أكثر الكتب التي حققت أعلى مبيعات في العالم في السنوات القليلة الأخيرة هي تلك التي تهتم بالفعالية الشخصية، مثل كتاب (العادات السبع لأكثر الناس إنتاجية ونجاحًا) لستيفين كوفي، وكتب ديل كارينجي قبله، وغيرها الكثير من الكتب المماثلة.

وبعد محاولة متواضعة للسَّيْر في سلسلة من المقالات، بدأتها منذ حوالي خمس سنوات، بعد إلحاحٍ من زملاء أفاضل؛ لإجلاء بعض من كنوز المفاهيم والمبادئ الإدارية المنثورة بين دفتي القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، تحت عنوان: "نحو مفاهيم إسلامية في الإدارة" وعنوان "دروس عظيمة في الإدارة" وذلك في مجلة تسمى "إدارة الأعمال" بمصر، نٌشر لي فيها أكثر من ثلاثين مقالاً بحمد الله، ولاقت إقبالاً وحماسًا.. فإنني الآن، واستجابة لدعوة كريمة وفاضلة من زملاء أفاضل آخرين من إحدى الدول الشقيقة ، أحاول البدء في سلسلة جديدة أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلها موفَّقة وخالصة لوجهه الكريم، خاصة وأن بداية الكتابة فيها تأتي مع العشر الأواخر من شهر رمضان المعظم لسنة 1427هـ.

وتهدف هذه السلسلة إلى التركيز على الشخصية، وما يعمل على إطلاق طاقتها الإبداعية، ويُعمِّق فيها الإيجابية والإحساس بالمسئولية، والمشاركة الفعالة في تطوير وتنمية عجلة الحياة، والارتقاء بكل ما يحيط بنا، باعتبار أن الشخصية من محور التغيير والانطلاق في المفهوم الإسلامي من منطلق قول الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)[1].

ومنهجنا في ذلك ليس مجرد الترقيع، أو أن نبدأ – كما شاع لدى البعض – بمقولة: "من هنا أو هناك"، ثم نأتي بما يؤيدها أو يثبتها من القرآن أو السنة، ولكننا باعتبار أن ما لدينا هو الأصل نبدأ به وننتهي إليه، محاولين فهمه وإخراجه في ثوبٍ ربما يكون جديدًا، وفي مصطلحات وإطارات قد تكون جديدة؛ لتقرب المعنى الذي نريد أن نصل به إلى قلوب وعقول القرَّاء على اختلافهم، دون إفراط أو تفريط، أو تحميل للألفاظ ما لا تحتمله من المعاني.

ولا يعني ذلك أننا نعادي أو نرفض أي علمٍ أو طرحٍ آخر لدى غيرنا، فهذا ليس من حكمة المؤمن، وقد حثًّنا رسولنا صلى الله عليه وسلم على طلب العلم ، وهو الذي قال صلى الله عليه وسلم: "الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ، فَحَيْثُ وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا"[2].

فقط أكرر أن هناك فارقًا كبيرًا بين أن أبدأ بما لدى الآخرين باعتباره الأصل، ثم "أُزوِّقه" باستشهادات من نصوصٍ إسلامية، وهذا مبدأٌ مرفوض عندي تمامًا، وبين أن أبدأ بما لدينا من كنوز وثروات، مستعينًا على فهمها وإبرازها واستكشاف كنهها بكل ما يعينني على ذلك من مكتشفات أو معارف أو دراسات أو نظريات حديثة.

فكأن ما لدى الآخرين يصبح من ضمن الأدوات والوسائل المعينة على التنقيب واستكشاف دور القرآن الكريم والسنة المطهرة.

وهذا ما أحاول أن أُلزم به نفسي، وهو نفسه ما أرجو أن يلتزم به الآخرون، وخاصة أولئك الغيورين على دينهم والمتحمسين لخدمته، والساعين للدفاع عنه بإخلاص، ونحن نظن أنهم جميعًا مخلصون بإذن الله، لكن الأمر لا يقف فقط عند مجرد الإخلاص، بل يحتاج إلى العلم الراسخ والمنهج الواضح الواثق، والتروي قبل الإقدام.

هدفنا:

فهدفنا إذن هو أن نصل بشخصية المسلم إلى ما أراده الإسلام لها، حيث يصبح مسلمًا منطلقًا في دروب الحياة، يعمل بحبٍ وإبداعٍ لإنجاز مهمته فيها، وقد تحررت إرادته من أسْر عاداته وأهوائه، فيكون هو الموجِّه لنفسه نحو المعالي، ويكون سباقًا بها إلى الخير.. فإن أسوأ ما نراه الآن لدى كثير من المسلمين أنهم قد أصبحوا أسرى لمجموعة من عاداتهم، والأسوأ من ذلك أنهم قد استسلموا لذلك رغم علمهم التام أن هذه العادات تضر ولا تنفع، أو قد تضر أكثر مما تنفع، ولكنه عجْز الإرادة، وانحطاط الهمة، والقعود عن العمل!!

فهدفنا إذن المسلم المنتج النافع في كل مناحي الحياة، أينما توجهه يأت بخير.

وإننا سوف نبدأ بالتعرف على ثمانية أشياء كان الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرًا ما يتعوَّذ منها، بل جعلها من ضمن أذكاره في الصباح والمساء، وعلَّمنا أن نفعل ذلك، فهيا لنتفهم أبعادها ونثبر أغوارها؛ ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما نتعلم، ويحررنا من أسْر هذه المُقعدات.


8 مكبلات للفعالية الشخصية وكيفية التحرر منها

 

تتمثل هذه المكبلات والمعوقات، بل والمُقعدات عن العمل والتفاعلية، في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي أمامة الأنصاري الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو أُمَامَةَ، فَقَالَ: يَا أَبَا أُمَامَةَ مَا لِي أَرَاكَ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلَاةِ؟ قَالَ: هُمُومٌ لَزِمَتْنِي وَدُيُونٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: أَفَلَا أُعَلِّمُكَ كَلَامًا إِذَا أَنْتَ قُلْتَهُ أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّكَ وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ؟ قَالَ: قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ، قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمِّي وَقَضَى عَنِّي دَيْنِي.

وقفة مع الحديث والهزيمة الداخلية:

في قصة هذا الحديث نجد أن أبا أمامة قد اسغرقته مشكلاته الداخلية، وبدلاً من أن ينهض لعلاجها فإنه قد استغرق فيها واستسلم لإحساسٍ داخلي بالعجز، وهذا - لا شك - يضاعف من وطأة أي مشكلة ويعمق من آثارها، وهذا السلوك - للأسف – لا يزال منهجًا لكثيرٍ من الأفراد على اختلافهم حينما ينهزمون داخليًا أمام المشكلات، ويعلنون استسلامهم لها بدلاً من استنهاض هممهم لمواجهتها والتغلب عليها.

والحقيقة أنه لا يوجد أحدٌ في هذه الحياة بلا مشكلات (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ)[3]، ولم تُخلق الحياة أصلاً إلا لاقتحام المشكلات والعقبات والتغلب عليها؛ بما أودع الله فينا من مواهب، وبما خلق لنا من حواسٍ وعقل، وبما زودنا بمنهج الهداية (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ)[4].

فلماذا يخرج الإنسان عن المنهج السوي الذي خلقه الله له، والفطرة السليمة التي أوجده عليها، ويحاصر نفسه بمكبِّلات داخلية تُقيِّده وتشل طاقاته وتقتل إبداعاته عن الانطلاق والإيجابية؟!

إن في الآيات السابقة تساءل وتعجبٌ: لماذا يمكن أن ينحرف الإنسان وينجرف عن المنهج القويم، ويتحول إلى عنصرٍ سلبي تشاؤمي لا يجلب لنفسه أو غيره إلا الشؤم، بدلاً من أن ينطلق لفعل الخير كل الخير؟! والتي أوضحت الآيات نماذج له؛ كفكِّ الرقاب وتحريرها، سواء كان ذلك بعتقها من ذل العبودية أو الاستعباد والاستبداد بكل صوره وألوانه، أو من باب أولى بعدم قهرها إذا كنت أنت المتحكم فيها والقيِّم على أمرها بأي صورة من الصور، فرغم اختفاء ظاهرة الرق والعبودية، إلا أنه لا يزال لها صورًا أخرى متعددة في عصرنا الحديث في كثير من الممارسات الإدارية والسياسية بالعديد من الدول..

فإذا استطعنا تحرير النفس الإنسانية من مكبل القهر والظلم فإننا بذلك نكون قد أطلقنا قواها النفسية ومواهبها العقلية في الطريق الصيح لفعل الخيرات بكل أنواعها، وفي أي موقع أو تخصص، ولعلنا نلاحظ كيف ختم الحديث بقهر الرجال.

أما المظهر الآخر من مظاهر الانطلاق الإيجابي للتغلب على مشكلات وعقبات الحياة - كما حددته الآيات - فهو الإطعام، والذي يرمي لانتصار النفس على أهم معوقاتها الداخلية، وهو الحب الشديد للمال (وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا)[5] مما قد يدفعها – في الغالب - إلى البخل والشح به، والذي يترتب عليه كثير من المفاسد.

ولا يقف الأمر حسب توجيه الآيات سورة البلد السابقة على مثل تلك النماذج فقط، بل يجب أن يتعداها المسلم السوي كامل الإيمان إلى ما يمكن أن نطلق عليه قمة الإيجابية؛ وذلك ببذل أقصى الوسع والجهد في الدعم النفسي التفاعلي مع من حوله ليثبتهم على طريق الإيجابية، والاستمرار على الانطلاق لفعل الخير بكل أوجهه وفي كل حالاته، بل وتحقيق أعلى درجات السبق فيها (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ)[6]..

وقد حددت آيات سورة البلد ذلك الدعم النفسي التفاعلي في قوله تعالى: (وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ)[7]، وبذلك تستمر الحركة الإيجابية النشطة للمؤمن الحق ومن معه بذلك الدعم، والذي تكرر التأكيد عليه في أكثر من موضع في كتاب الله تعالى، منها قوله سبحانه وتعالى في سورة العصر: (وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)[8]، والتي أوضحت بشكل جلي كيف ينزلق الإنسان إلى دائرة الخسران ما لم ينطلق بتلك الأفعال الإيجابية الأربع (وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)[9].

فإن لم يكن الإنسان من النوع الأول المنطلق بإيجابية نحو فعل الخيرات، محررًا نفسه من كل المكبلات، فسوف يصل حتمًا - باستسلامه وانهزامه وشؤم نفسه - إلى أسوأ العواقب في الدنيا والآخرة، ليصدق عليه قول الله عز وجل: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ)[10]!

إننا يجب أن نلحظ هنا في حديث أبي أمامة كيف عالج الرسول ذلك الانهزام والاستسلام النفسي الداخلي، لقد عالجه بضده، وهو تقوية الإرادة والعزيمة الداخلية، وزيادة الثقة بالله ومن ثمَّ بالنفس، والخروج من ضيق النفس الذي صنعه لنفسه إلى رحابة الرجاء في الله وشدة التوكل عليه والثقة فيه، بهذا الدعاء المتكرر صباحًا ومساء؛ ليعيد له برمجة نفسه إيجابيًا على عكس ما كان يظن، وليخرج من حالة الاستغراق في المشكلة والانهزام أمامها إلى حالة تحجيم المشكلة وحصارها، وليتعلم كيف يقف بوضوح أمام ذاته محددًا أهم ما يمكن أن يقعده من أعداء داخليين؛ كالهمِّ والحَزَنِ، والعجز والكسل، والجبن والبخل، أو خارجيين كغلبة الدَّيْن وقهر الرجال، فلا يستسلم لهم، بل يعمل دائمًا في الاتجاه الصحيح لعدم الوقوع تحت طائلة أيًّا منها ابتداءً.

فالعلاج هنا - إذن - علاجٌ نفسيٌ بحت، يعتمد على تعريف الإنسان بقواه الداخلية الحقيقية، والمستمدة من علاقته الوطيده بربه مالك السموات والأرض، فإن استعاد الإنسان توافقه النفسي وأعاد ترتيب حواره الداخلي مع نفسه بشكل إيجابي وليس سلبي أو تشاؤمي، فإنه سوف يكون أقدر على حل كل مشكلاته، ودون الحاجة إلى معينات خارجية تحل له مشكلاته وهو قاعد!!

والآن دعونا نمضي متأملين في كل مكبل من المكبلات الثمانية؛ عسى أن نخرج بالمزيد من الدروس والفوائد.

 

المُكبِّلان الأول والثاني: الهمُّ والحَزَن..

فالهم والحزن - كما رأينا في قصة أبي أمامة السابقة - من أكبر المعوقات التي يمكن أن تصيب الشخصية بالقعود عن العمل، وتشلّ طاقاتها الإبداعية، بل وتقتلها قتلاً.

ومن هنا كان على الفرد مع نفسه، أو على المربي مع تلاميذه ومريديه، أو على المدير مع مرؤوسيه، أن يراعي ضرورة استئصال دواعي الهمّ والحزن في بيئة العمل، كما أن عليه أن يكون متيقظًا لمثل تلك العوارض، ويعمل على إزالتها واستئصالها في نفسه أو في نفس من هو مسئول عنه، ولا يتركها تتأصل في الشخصية؛ لأنه إن تجاهل ذلك واهتم فقط بإصدار الأوامر والتعليمات فإن النتيجة لن تكون مرضية والإجابة ستكون واهية.

فالرسول صلى الله عليه وسلم، وهو المُربِّي الأعظم، لما مرَّ على أبي أمامة رضي الله عنه ووجده جالسًا مهمومًا في المسجد، بادره بالسؤال على الفور عن الذي أهمَّه، فذكر له أبو أمامة السبب، وهو الديون التي لزمته، فاستغلها الرسول صلى الله عليه وسلم فرصة ليعلمه ويُعلِّم المسلمين من بعده أن يدعو بهذا الدعاء المذكور كل صباح وكل مساء، ففعل ذلك أبو أمامة، فكانت النتيجة أن قضى الله عنه دّيْنَه وفرَّج همَّه الذي كان سببه الدَّيْن.

ولعل هذا الدور من أخطر الأدوار الإدارية والتربوية التي كثيرًا ما يغفل عنها المديرون والمربون عمومًا، وهو ما يمكن أن نسميه بـ "دور التزكية".

ودور التزكية هذا يعني أنه يجب على كل منا أن يجتهد، ليس فقط في تزكية نفسه، من منطلق (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا)[11]، وإنما أيضًا في العمل على مساعدة الآخرين على التزكية، وقد كان هذا الدور من ضمن أدواره صلى الله عليه وسلم التي وضحها لنا المولى عز وجل حين قال - وفي أكثر من موضع: (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ)[12].

 

أربعة أصناف من الناس بين الهمِّ والحَزَن:

بالنسبة إلى ذلك المكبلين؛ الأول والثاني، فالناس فيهما يقعون بين أصناف وأنماط مختلفة، ويمكن أن نجتهد في التعرف على أربعة أصناف من الناس بين الهمِّ والحَزَن كما يوضحها (شكل 1).

شكل (1): أنواع الناس بين الهم والحزن

 

وهذه الأصناف الأربعة يمكن أن نطلق على كل منها اسمًا كما يلي:

1-   البائس المحبط.

2-   الحزين على ما مضى.

3-   القلِق.

4-   المتحرر المنطلق.

ولا شك أن لكل من هذه الأنماط الشخصية سمات وخصائص قد تكون مسيطرة عليها وباتت سمةً لها، ونحن نحتاج إلى أن نفهم ونتعرف على كل ذلك؛ حتى يمكننا فهم أنفسنا والآخرين، ومن ثم إمكانية تجنب السلبيات أو علاجها إن وجدت، أو على الأقل حسن التعامل معها بأفضل ما يمكن.

 

الشخصية الأولى: البائس المحبط:

وهذه الشخصية هي التي استغرقها الحُزن على ما فات والهم على ما هو آت!! لدرجة أنها لم تعد قادرة على التفكير في أي شيء آخر غير الخوف والوجل من المستقبل، والحسرة والتألم على ما مضى وما فات، وهي من أصعب وأسوأ الحالات على الإطلاق.

وكما ترى فإن مثل هذه الشخصية هي التي تحمِّل نفسها أكثر مما تطيق، وهي تدمر نفسها وتحرق أعصابها مع الوقت، وتحطم كوامن الخير داخلها، بل إنها تعمل مع الوقت على إحداث شلل لكافة قواها المبدعة التي خلقها الله سبحانه وتعالى فيها، فتتحول إلى طاقة عاطِلة معطَّلة، وتصبح عبئًا على نفسها وعلى من حولها، بل وتصبح مصدرًا مستمرًا للمشكلات والأزمات!

وإن كان ذلك في مجال عملٍ كشركة أو مصنع أو مؤسسة أيًا كان نشاطها، فإننا يجب أن نحذر من وصول أي فرد إلى هذه الحالة المدمرة، سواء حدث ذلك له من تلقاء نفسه نتيجة لهمومه ومشكلاته الخاصة، أو نتيجة لقرارات ظالمة أو متعسفة، أو بيئة عمل سلبيةٍ وغامضة لا يطمئن الانسان فيها على حاضره ولا مستقبله، فعلى الإدارة ليس فقط الامتناع عن كل ما يؤدي بالفرد إلى مثل تلك الحالة، بل عليها أيضًا اليقظة التامة لاستئصال أي بادرة لها بمجرد هجومها على الشخص وهي في مراحلها الأولى، ومساعدة الأفراد على تخطيها والانتصار سريعًا عليها، تمامًا كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي أمامة، ولا يجب للمدير أو المربي أن يسمح لنفسه بتجاهل مثل هذه الحالات باعتبارها شئونًا شخصية لا علاقة له بها؛ لأن آثارها لا محالة سوف تنعكس على تصرفاتهم وأدائهم في العمل بشكل سلبي.

فإن كان ما سبق أن ذكرناه صحيحًا، وهو كذلك، فيجب من باب أولى على كل من في مواقع القيادة والتوجيه أن يراعوا ما قد تحدثه قراراتهم وتصرفاتهم من أثرٍ نفسي على  من معهم من الأفراد.

 فإذا وصلنا إلى مديرٍ لا يبالي بما قد يصيب الأفراد جرَّاء قراراته أو تصرفاته من همِّ أو حزن، فإن النتيجة غالبًا ما تكون قاسية ومدمرة على الشخص، ومن ثم على إنتاجيته في العمل؛ إذ إن الأداء هو حاصل تفاعل بين قدرة الشخص ورغبته في العمل (الأداء = القدرة × الرغبة)، فلو افترضنا أن القدرة المثلى = 10 والرغبة المثلى= 10 فإن الأداء الأمثل = 10 × 10 = 100 .

فإذا ما أصبحت الرغبة صفرًا؛ نتيجة لما يصيب الفرد من قوى معطلة ومشكلات نفسية من داخله ومن خارجه كالهمِّ والحزن، فإن الأداء في هذه الحالة = 10 × صفر = صفرًا.

ومن هنا نجد أننا كلما كنا أكثر قدرة على التحكم في كل من جانبي القدرة بالتدريب والتنمية، والرغبة بالتحفيز والتشجيع والبعد عن المحبطات، أدى ذلك إلى الارتقاء بإنتاجية الفرد عمومًا، وهذا من المفاتيح المهمة لإدارة الذات، أو لإدارة الآخرين.

وعلينا كأفراد أن نتنبه إلى ذلك في تعاملاتنا وإدارتنا لأنفسنا، وكذلك على المديرين أو كل من يتعامل مع الآخرين في موضع الإدارة أو التوجيه أو الإرشاد أو التربية أن يراعيه ويتنبه إليه بشكل واضح.

وكخلاصة فإن هذا الوضع (البائس المحبط) لأي شخصية يجب ابتعاد المسلم عنه تمامًا، فإن وقع فيه فيجب أن يعمل على التخلص منه بأسرع وقت؛ إذ إن الاستمرار فيه قد يؤدي إلى نتائج نفسية مدمرة، ومن هنا نرى عظمة دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم المستمر، والذي كان يحرص عليه ويأمر أتباعه بالدوام عليه صباحًا ومساءً: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن...".

فهو صلى الله عليه وسلم يتعوذ من كليهما ابتداء كوقاية وبشكل مستمر، ومن هنا تأتي أهمية المداومة والتيقظ العقلي والنفسي الدائم لهذا الأمر، فإن الفرد في معركة مستمرة، لو غفل فيها لحظة لا يدري ما الذي يمكن أن يفترسه من ألوان الهموم والأحزان السلبية التي يمكن أن تُقعده تمامًا وتشلّ إرادته وحركته؛ فغالبًا ما يفضي الحزن الشديد بالمرء - مع الوقت - إلى مزيد من الهم وإغلاق باب الأمل في المستقبل، والاستلام للإحباط واليأس.

أذكر أن أحد أقربائي المقربين جدًا دخل إحدى الكليات المرموقة، وفي أول عهده بها لم يستطع أن يتوافق مع وضعه الجديد فيها، فتراكمت عليه الدروس، وفوجئ بامتحان نصف العام، والذي حقق فيه نتائج غير مرضية، أصابته بصدمة وحزن شديد، سيطر عليه وجعله يصل إلى حالة من اليأس وفقدان الأمل حتى في المستقبل، والهمّ من امتحان نهاية العام!

فأصبح حاله بين حزنٍ شديد على نتيجةٍ حدثت غير مرضية، وهمٍّ امتحان آخر العام في مثل هذه الظروف المتردية وحالته التي اعتقد أنها لا يمكن أن تؤدي به إلى النجاح، وكانت النتيجة الطبيعية هي إحساسٌ بالعجز، وشعورٌ داخلي بالهزيمة وعدم القدرة على استدراك النجاح، ومن ثم الاستسلام والاستغراق في المشكلة، بدلاً من السعي لمواجهتها، ومن ثم القعود عن المذاكرة أصلا وعدم المحاولة.

لقد  حاول أن يجد مبررًا للاستسلام والعجز وتكريس نتيجة هذا الوضع، ولكن من خلال وسائل إسقاطية دفاعية نفسية، بخلق مبررات غير حقيقية للفشل والاستسلام للمشكلة، حيث كوَّن لنفسه حوارًا داخليا غير ظاهر في منتهى العجب، فتارة يُسقط ما حدث على نظام التعليم والمجتمع والظروف غير المواتية، وتارة أخرى يُوهم نفسه بأماني خادعة كبديل في حالة فشله الذريع المتوقع، وذلك بأنه سوف يسافر إلى الخارج ويبدأ من هناك.. وقد عاش هذا الوهم وأصبح مستسلمًا له تمامًا، وكانت النتيجة الطبيعية أنه ترك دروسه ومذاكرته، وقد ازداد همًا وحزنًا..

فما هي النتيجة الطبيعية لمثل هذا الوضع؟

لعلنا نعرفها جميعًا، بل ونعرف عشرات الشباب الذين وقعوا ضحية لها، وهي الفشل المؤكد!!

لكن السؤال الذي أُحب أن أطرحه على أنفسنا ونحاول الإجابة عليه أيضًا بأنفسنا هو: هل يمكن الخروج من هذا الوضع والشفاء منه وتحقيق النجاح؟ أم أن هذا أمر ميئوس منه أيضًا؟

لعل استكمال تلك القصة الواقعية تجيبنا على ذلك..

فلقد كان من حُسن التوفيق أن قرأت سطورًا كتبها هذا الطالب عن حالته وحواره الداخلى الذي لم يعلنه أو يناقشه مع أحد ، وعن قراراته التي اتخذها ومبرراته التي ساقها، وذهلت حينما قرأت ذلك..

فقد وجدت أنه استسلم تمامًا لحالة اليأس والإحباط التي نتجت عما أصابه من حزن أفضى إلى الهم بالنسبة للمستقبل الذي رآه مغلقًا تمامًا في كليته هذه، وكنت قبل ذلك أعطيه النصائح بضرورة المذاكرة، وربما أنَّبته على ما حدث وعنَّفته، ولم أكن أُدرك لماذا لم يعد يؤدي ذلك إلى أي نتيجة إيجابية؟

لكن لما قرأت تلك السطور أدركت كيف يُحدِّث نفسه ويحاورها؟ وهذا أمرٌ في منتهى الأهمية، كيف نكتشف حوار الآخرين والمحيطين بنا مع أنفسهم؛ فإن أفضل وأنجح طريقة لتحقيق التفاهم والإقناع الناجح هو أن تفهم أولاً الحوار الداخلي للفرد، ومن هنا تكون أولى مراحل التحرك نحو التغيير الناجح لسلوكه.

فالكثيرون منا يجرون حوارًا مع أبنائهم أو المحيطين بهم، لكنه في الحقيقة ليس إلا حوارًا من طرف واحد؛ لأننا في الغالب نقول ما نريد أن نقوله للآخرين، وما نرى أنه الصواب، وليس ما يحتاج الآخرون فعلاً إليه، وما يتناسب مع حاجاتهم وحالاتهم.

ولو أننا ركزنا في أن نسمع أكثر مما نتكلم، ونفهم الآخرين أولاً، ونشجعهم على أن يعبروا عما بداخلهم، ونعرف ما يقولونه لأنفسهم.. حينئذ سنصل إلى أقصر طريق للتفاهم والتواصل، والوصول إلى ما نريد من صلاح أو إصلاح.

لقد كان ما حدث درسًا كبيرًا لي في حياتي الشخصية، وإعادة النظر في كثير من أساليب التعامل الوعظية المجردة مع الآخرين، والافتراضات غير الصحيحة عنهم.

لأنني بمجرد إدراكي لهذا الحالة وحقيقة الحوار الداخلي لها، بدأت أعيد النظر في أسلوبي وطريقتي للخروج بهذا الشخص من هذه الحالة بنجاح، وإعادته إلى الوضع الصحي الطبيعي، بحيث يكون قادرًا على تعويض ما فاته، وتحقيق أكبر نجاح فيما تبقى، ويواصل مسيرته بنجاح.

ولا شك أنها لم تكن مهمة سهلة، لكنها كانت تحتاج إلى صبرٍ وحكمة، وفي هذه الحالة من الحكمة ألا تُحدِّث الشخص بأسلوب مباشر، أو تخاطبه من منطلق أنه مريض..!

فكلما كان الشخص لا يعرف أنك تعرف حالته كان أفضل، وكلما كان الأسلوب غير مباشر، وأنك تحاول من خلاله انتزاع عوامل الإحباط واليأس الداخلية، وتعيد له ترتيب حواره لنفسه بشكل صحيح دون أن يشعر، كان ذلك أنجح وأفضل.

وهذا ما قمت باستخدامه، حيث ألهمني الله عز وجل استخدام الحكايات والقصص، والتي حاولت فيها أن أسوق مواقف مشابهة مرت بي وبغيري، وكيف أن ذلك كان أمرًا عاديًا، وكيف تم اجتياز كل ذلك، وكيف تحولت هذه العوارض من أن تكون سببًا للفشل إلى أن تكون سببًا في النجاح، وأخذت أشجعه على أن يُخرج ما بنفسه بشكل تلقائي ونناقشه، حتى توصلنا إلى قناعة جديدة تقوم على عدة محاور أهمها:

¨     أن هذه الحالة ليست نهاية المطاف.

¨     أن لدى الفرد إمكانات هائلة وعظيمة للنجاح، لو أحسن استخدامها سوف يحقق المعجزات.

¨     أنه شخصيًا قد نجح من قبل في كذا وفي كذا.. وقادر على إعادة تحقيق ذلك وبشكل أفضل.

¨  أن معظم المبررات التي ساقها لتكريس الفشل، كالسفر للخارج لأن الوضع في الداخل محبط ولا أمل فيه، يمكن الرد عليه بأنه حتى لو كان ذلك صحيحًا، ولا بد من السفر للخارج، فإن ذلك سوف يكون أفضل حينما يحقق الإنسان أولاً نجاحًا في بلده، وأن المرحلة التي هو بها الآن هي الوسيلة الطبيعية للسفر للخارج، وأن الفشل الآن سوف يقضى على أيه طموحات في الداخل أو في الخارج.

وكانت النتيجة - والحمد لله - إيجابية وبشكل مذهل، حيث تم انتشال هذا الشخص من تلك الحالة المعقَّدة والمدمِّرة من الهمِّ والحزن، فأصبح أكثر ثقةً في نفسه، وأكثر إصرارًا على التفوق والنجاح المتميز، وكان من نتيجة ذلك أنه استطاع أن يُحقق في امتحان الفصل الثاني نجاحًا عظيمًا، عوَّض الفصل الأول، واجتاز عقبة السنة الأولى، وواصل بعد ذلك بنجاح وتفوق حتى التخرج بفضل الله، بينما تعثَّر الكثيرون غيره من نفس دفعته، لا لعجزٍ حقيقي فيهم، ولكن لأن ما أصابهم من صدمة عدم القدرة على التكيف في الفصل الأول للدراسة الجامعية قد تحول بعد نتيجة هذا الفصل إلى طاقة سلبية هائلة من الهم والحزن، شلَّت قدراتهم ودمرت طاقاتهم، وكانت النهاية الفشل وعدم الاستمرار، بكل أسف.

 

الشخصية الثانية: الحزين على ما مضى:

ومثل هذا الشخص - كما سبق أن ذكرت - قلما يظل على هذه الحالة فقط من الحزن على الماضي دون أن يكون لذلك تأثير أيضًا على الحاضر والمستقبل! وفي هذه الحالة سوف ينطبق عليه كل ما ذكرناه عن النمط السابق تمامًا.

والأمر الذي أود الالتفات إليه هنا أن هناك علاقة وطيدة بين المراحل المختلفة على خط الزمن لأي إنسان، بين كل من الماضي والحاضر والمستقبل.

والعجيب أن كلاً من حالتي الحزن، وهي تتعلق بالماضي، والهمّ، وهي تتعلق بالمستقبل، تؤثران بشكل سلبي على حاضر الإنسان، وهذا ما يهمنا تمامًا، فالذي يغير وجه الحياة ويصنع الأحداث هو أسلوبنا وطريقتنا في إدارة واقعنا وحاضرنا، ولكن الحاضر يظل دائمًا نقطة قلقة بين الماضي والمستقبل.

والعجيب أننا في كثير من الأحوال لا نستطيع أن نفصل بينهم بشكل صحيح؛ ومن ثم يمتد الماضي (الحزن الشديد على ما فات مثلاً كما هو في حالتنا هذه) ليتحكم في حاضر البعض، فيشلّ طاقاته الإنتاجية، وهو في الوقت نفسه يُدمر مستقبله؛ لأن المستقبل ليس إلا نتيجة طبيعية ومؤكدة لأسلوبنا في تعريف واقعنا وحاضرنا.

كما نجد أنه في الطرف الآخر يقفز المستقبل والخوف عليه والقلق والهم الشديد تجاهه، ليؤثر على الحاضر أيضًا، ويشل طاقات الفرد نحو التعامل الفعال معه.

ولا شك أن علاج هذا الشخص المحزون أسهل من سابقه إذا تم استدراك ذلك قبل أن يستفحل الأمر معه ويقوده إلى الهم والإحباط.

وهنا تنفع تمامًا التربية الإسلامية والنبوية خصوصًا في التعامل مع مثل هذه الحالات، ولنتذكر ونذكر أنفسنا والآخرين بآيات وأحاديث شريفة مثل:

¨  قول الله عز وجل عقب غزوة أحد: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)[13]، فرغم الهزيمة المؤلمة إلا أن الله عز وجل أراد أن يخرجهم من حالة الحزن الشديدة على ما حدث، والاستغراق في المشكلة، ويبث فيهم روح الاستعلاء والأمل وعدم اليأس، طالما أن الإيمان ما زال في قلوبهم.

¨  ما رواه صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ! إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ؛ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ"[14].

¨  ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "... احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ؛ فَإِنَّ "لَوْ" تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ"[15].

ومن هنا لا نجد مؤمنًا حقيقيًا أبدًا يداوم على روافد الإيمان يمكن أن يصيبه الحَزَن لدرجة الشلل والتدمير، وذلك على نحو ما يحدث لكثير من الناس، وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى علينا.

والشيء الأهم أن الحياة الإيمانية الصحيحة لا تعالج حالات الحزن هذه بسرعة فحسب، وإنما تعمل على الوقاية من الوقوع فيها أصلاً، ولا توجد علاجات أرضية حتى الآن يمكن أن تكون ناجحة مثل ما وضعه الإسلام في نظامه ومنظومة حياة المسلم التي يصيغها بشكل يضمن حياة نفسية صحية مستمرة له.

 

الشخصية الثالثة: القَلِق والمهموم على المستقبل:

لا شك أن القَلَق شيء يمكن أن يصيب أي إنسان في أي وقت، وكذلك الهم، لكن هناك درجات متفاوفتة لذلك بين الناس..

فمن الناس من يكون لديه قدر صحي من القلق أو الهم يدفعه إلى أخذ العدة واتباع الأسباب التي تجنبه ما يخاف وتحقق له ما يتمنى، وهذا ما يمكن أن نطلق عليه "الهم أو القلق الإيجابي"، وهو ما يحتاج إليه جميع الأفراد الناجحين بل والمتميزين في الحياة.

فالرسول صلى الله عليه وسلم كان قلقًا جدًا على الدعوة ومهمومًا على مستقبلها، ولكن بالقدر الذي يجعله يعمل ويفكر ويبدع ويبتكر من الأساليب التي تنشرها وتحملها إلى الآفاق، وكثيرًا ما نجد القرآن يحاور الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الشأن ليؤكد على ضرورة التزامه بالقدر المناسب والمعقول من القلق أو الهم والحزن على أمر الدعوة بما لا يضر به هو شخصيًا فيقعده ويوقف تقدمه، فقد قال الله عز وجل يخاطب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في أكثر من آية: (وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ)[16].

فإنه من سنة الحياة أن النجاح لا يأت فجأة ولا بخطوة واحدة، وإن من أصعب الأمور تغيير النفوس وتحويلها من وضع أو عادات سيئة إلى عادات حسنة.

ومن هنا نفهم مثل هذه التوجيهات القرآنية العظيمة للرسول صلى الله عليه وسلم محاورة إياه ومصححة لحواره النفسي الداخلي مثل قوله تعالى:

¨     (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آَثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا)[17].

¨     (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)[18].

¨  (وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)[19].

¨     (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ)[20].

¨     (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ)[21].

¨     (وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[22].

¨     (وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)[23].

 

الشخصية الرابعة: المتحرر المنطلق:

وهذا هو الوضع الأمثل الذي ننشده؛ حيث فهم الانسان فيه حقيقة الأمور، وعلم أنه لا مشكلة إلا ولها حل، وأنه يجب أن يفكر دائمًا بصورة إيجابية، ومن منطلق الثقة الكاملة في تيسير الله له، مرددًا من حين لآخر آيات تُعمِّق هذه المعاني الإيجابية ولو في أشد المواقف الحالكة.

لقد كنت كثيرًا ما أذكُر لنفسي ولمن معي في مواقف قد تبدو شديدة الضيق والعنت قول الله تعالى: (سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا)[24]، وقوله تعالى: (لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا)[25]، وقوله تعالى: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)[26].. وغير ذلك من الآيات العظيمة التي تُريح النفس، وتُهدِّئ من روعها، وتُطمئن الفؤاد؛ مما يجعل الفرد دائمًا في حالة انطلاق إيجابي للقيام بدوره وأداء ما عليه، بصرف النظر عن النتائج المتوقعة، أو مواقف الآخرين.

لقد كان أثر ذلك دائمًا إيجابيًا، ليس فقط عليَّ كفرد بل على من حولي أيضًا، لدرجة أنني كنت أجد - من حين لآخر - أن من يأتي إليَّ من الأصدقاء يتحدث معي بعض الوقت ويبث لي بعضًا مما يحزنه أو يهمه، فإذا انتهى الحديث قال: إنما جئت بعد أن ضاقت نفسي حتى التمس الأمل عندك، إنك تشعرني أنه لا مشكلة...

إنني أذكر في هذا الصدد الحديث العظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: "إِنْ قَامَتْ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ"[27]!

حيث يبث في الفرد المسلم قمة الإيجابية والتفاؤل والأمل؛ ليظل الإنسان يعمل للمستقبل حتى وإن كان المستقبل نفسه قد أوشك على الانتهاء بالنسبة له شخصيًا، طالما كان لديه أدنى قدرة على العمل.

إن من أكثر ما يحبط الكثيرين عن العمل هو اليأس من تحقيق النتيجة المرجوَّة، وعدم اليقين من إمكانية تحقيقها في ظل ظروف معينة، ومن ثَمَّ اليأس والاستسلام، سواء بشكلٍ مباشر وواضح، أم بشكلٍ قد ينتقل إلى لوم الآخرين ممن ظل لديهم الأمل واستمروا في العمل، حتى لو كانت النتيجة المؤكدة هي عدم جني أى ثمرة سِوَى القيام بواجب الشهادة والإذعان لحديث الفسيلة التي أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالحرص على غرسها، في وضعٍ لا يختلف اثنان على أنه وضع لا أمل فيه أن يجني الإنسان ثمار ما يغرسه!!

إن اتباع منهجنا الإسلامي الحنيف يخلق مثل هذا الفرد المنطلق الايجابي من أصحاب النمط الرابع؛ فردٌ لا يقف على ما فات من حزن، ولا يفرح ويختال بما أُوتي من عَرَض، كما ذكر القرآن الكريم (لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)[28].

فردٌ متوازنٌ في مشاعره وردود أفعاله دائمًا؛ فلا يكون هلعًا يجزع عند المصائب والشرور، ولا يغتر عندما يفتح الله عليه من أبواب الخير (إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا إِلَّا الْمُصَلِّينَ)[29].

فردٌ يظل دائمًا يُحسن الظن بالله تعالى، ولا يظن بالله إلا خيرًا، فينطبق عليه ما جاء في الحديث القدسي الشريف: "أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً"[30].

فردٌ إذا أصابته سرَّاء شكر، وإذا أصابته ضرَّاء صبر؛ فينال الأجر في الحالتين.

إن جوهر رسالة الاسلام هو صناعة مثل هذا الفرد الذي يكون نواة حقيقية لحمل الخير في الأرض لكل من فيها، لا يُقعده عن ذلك أحدٌ ولا يستسلم في سبيل تحقيق رسالته أمام أي عقبة، فردٌ رباني يسير على خطى النبوة، يعتبر نفسه صاحب رسالة ورؤية، لا يستريح إلا في بذل أقصى ما في وسعه لتحقيقها.. وهو ما نرجوه وما نؤمِّله.

أ.د. محمد المحمدي الماضي (جميع حقوق الطبع والاقتباس محفوظة بين يدي الله يوم القيامة)

WWW.ALMOHAMADY.COM



[1] الرعد: 11.

[2] رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه (2611)، وابن ماجه (4159).

[3] البلد: 4.

[4] البلد: 8-12.

[5] الفجر: 20.

[6] البقرة: 148.

[7] البلد: 17.

[8] العصر: 3.

[9] العصر: 1-3.

[10] البلد: 19، 20.

[11] الشمس: 7 - 10.

[12] البقرة: 151.

[13] آل عمران: 139.

[14] صحيح مسلم (5318).

[15] صحيح مسلم (4158).

[16] النحل: 127.

[17] الكهف/6

[18] الشعراء/3

[19] آل عمران/176

[20] المائدة/41

[21] الأنعام/33

[22] يونس/65

[23] لقمان/23.

[24] الطلاق: 7.

[25] الطلاق: 1.

[26] الشرح: 5، 6.

[27] مسند الإمام أحمد عن أـنس بن مالك رضي الله عنه (12512).

[28] الحديد: 23.

[29] المعارج: 19-22.

[30] صحيح البخاري (6856)، وصحيح مسلم (4832) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

 

   
عدد التعليقات 9

1
الأخ الفاضل / محمد على كيف نتخلص من آثار الهم والحزن
كتب :أ.د. محمد المحمدي
بتاريخ: الاثنين 05 يناير 2015 الساعة 09:28 مساءً
الأخ الفاضل / محمد على خالص تحياتي واترحيبي بك على موقعي أسأل لاالله سبحانه أن تكون بخير وأحسن حال . لا شك أننا وبتركيز شديد وإيمان عميق يمكن أن نحدد العلاج لأي مرض عموما والنفسي على وجه الخصوص إذا شخصنا السبب. وأخطر سبب للمرض النفسي هو : ضعف اليقين والايمان بالله عموما والتقصير في طاعته ،أو الوقوع في معصيته.... والذي يزيد من ذلك هو الاستسلام للحالة التي وصل إليها وتعميق الشعور لديه بأنه مريض . ولعلك تلاحظ في بداية الحديث أن سببه أساسا هو مرور الرسول صل الله عليه وسلم برجل قد قعد مستسلما لعجزه ومهموما من ديونه وصل لحاله من البؤس والإحباط النفسي أسلمته لحالة من الشلل والعجز ...انظر كيف ساعده الرسول على الخروج من تلك الحالة والانتصار على نفسه ؛بأن يزيل من ذهنه تماما أنه كذلك. وأن يستعين بالله بالتعوذ من ذلك . ويكرر هذا التعوذ صباحا ومساء . ويستشعر ثقة تامة في عون الله له . مع المواظبة على الذكر والصلاة لوقتها ... ومن ثم ومع التكرار والاستمرار على ذلك ستعاد البرمجة الذهنية العصبية من خلال الترداد اللغوي لتتجه ايجابيا تاركة الجانب السلبي الذي حاول السيطرة عليها. والأمر كله في النهاية مرهون بالمداومة على ذكر الله وحسن الصلة به وجميل التوكل عليه: \\\"الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب. د محمد المحمدي
2
استفسار
كتب :محمد على
بتاريخ: الأحد 04 يناير 2015 الساعة 07:53 مساءً
حضرتك وضعت عنوانا كالأتى 8 مكبلات للفعالية الشخصية وكيفية التحرر منها واستعرضت ها هنا مكبلين وهما الهم بما هو آت والحزن على ما فات. وأظننى من التوع الأول \\\"البائس المحبط\\\" ولكننى أحاول الأن بكل جهدى التخلص وهذا سبب تواجدى فى موقعكم الكريم الذى يسر الله لى أن أجده ولكن إشكاليتى الأن أنى عرفت المكبلين ولم أعرف كيفية التحرر منهما لعلى مغلق على رغم قرائتى للمقال مرتين ولكن أرجو صياغة كيفية التحرر من المكبلين بشكل مركز وأكثر وضوحا لى وجزاك الله خير الجزاء
3
استفسار
كتب :محمد على
بتاريخ: الأحد 04 يناير 2015 الساعة 07:22 مساءً
أولا جزاك الله خيرا على هذا المقال الطيب اسأل الله ان يجعله فى موازينك يوم أن تلقاه غير منقوصا للهم آمين ثانيا أظن ان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لهم من الفهم ما يجعلهم يفعلو ما وراء القول حتى الكافرين فى عصره كانو يعلمو لازم الفعل الذى يصاحب القول فإن الأمر ليس مجرد قولا يقال أو دعاء يتلى فالأيمان أعتقاد بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح والأركان ونحن نفتقد فى زماننا هذا لمثل هذا الفهم الكامل لمعانى الكلمات التى تدفع دفعا للعمل. ثالثا: لو صح ما قلته فى ثانيا كانت إشكاليتى الشخصيه هل مجرد القول أى الدعاء يجعل الأمور تتحقق أم انه يلزم الإنسان ان يعمل ما يقول حتى تتغير به الحاله التى هو عليها. اسألكم الدعاء وأرجو الرد بارك الله فيكم
4
نعم الفعالية الشخصية
كتب :hammouda ibrahim
بتاريخ: الثلاثاء 30 ديسمبر 2014 الساعة 11:49 صباحاً
نعم استاذى الفاضل الكريم هذه هى معوقات لابد لبناء الشخصية المسلمة القائدة الادارية الناجحة ان تبنى عليها لتحقيق الفعالية فى الحياة واذ قال ربك للملائكة انى جاعل فى الارض خليفة نعم فى مؤسساتنا يهمل المديرون التعامل مع من يعملون معه جانب حياتهم الشخصية والتى ان فتحوها معم لوجدوا الكثير امام معوقات الانتاج ولو ساعدوهم فى حلها لارتفع انتاج المؤسسات واثار ذلك الهم والحزن
5
نعم الفعالية الشخصية
كتب :hammouda ibrahim
بتاريخ: الثلاثاء 30 ديسمبر 2014 الساعة 11:49 صباحاً
نعم استاذى الفاضل الكريم هذه هى معوقات لابد لبناء الشخصية المسلمة القائدة الادارية الناجحة ان تبنى عليها لتحقيق الفعالية فى الحياة واذ قال ربك للملائكة انى جاعل فى الارض خليفة نعم فى مؤسساتنا يهمل المديرون التعامل مع من يعملون معه جانب حياتهم الشخصية والتى ان فتحوها معم لوجدوا الكثير امام معوقات الانتاج ولو ساعدوهم فى حلها لارتفع انتاج المؤسسات واثار ذلك الهم والحزن
6
نعم الفعالية الشخصية
كتب :hammouda ibrahim
بتاريخ: الثلاثاء 30 ديسمبر 2014 الساعة 11:49 صباحاً
نعم استاذى الفاضل الكريم هذه هى معوقات لابد لبناء الشخصية المسلمة القائدة الادارية الناجحة ان تبنى عليها لتحقيق الفعالية فى الحياة واذ قال ربك للملائكة انى جاعل فى الارض خليفة نعم فى مؤسساتنا يهمل المديرون التعامل مع من يعملون معه جانب حياتهم الشخصية والتى ان فتحوها معم لوجدوا الكثير امام معوقات الانتاج ولو ساعدوهم فى حلها لارتفع انتاج المؤسسات واثار ذلك الهم والحزن
7
نعم الفعالية الشخصية
كتب :hammouda ibrahim
بتاريخ: الثلاثاء 30 ديسمبر 2014 الساعة 11:49 صباحاً
نعم استاذى الفاضل الكريم هذه هى معوقات لابد لبناء الشخصية المسلمة القائدة الادارية الناجحة ان تبنى عليها لتحقيق الفعالية فى الحياة واذ قال ربك للملائكة انى جاعل فى الارض خليفة نعم فى مؤسساتنا يهمل المديرون التعامل مع من يعملون معه جانب حياتهم الشخصية والتى ان فتحوها معم لوجدوا الكثير امام معوقات الانتاج ولو ساعدوهم فى حلها لارتفع انتاج المؤسسات واثار ذلك الهم والحزن
8
الهم أقوى شيء في الدنيا
كتب :محمد القاضي
بتاريخ: السبت 27 ديسمبر 2014 الساعة 10:26 صباحاً
بعد قراءة المقالة ورد على ذهني خاطر ..لماذا بدأ الرسول الكريم الاستعاذة من الهم..فلقد وضحت المقالة خطورة الهم والحزن في حياة الإنسان..وتذكرت أني قرأت ذات يوم مقولة تنسب لعلى بن أبي طالب عندما سأله بعض اليهود عن أقوى شيء في الدنيا فقال:الجبال..والحديد يبيد الجبال ..والنار تصهر الحديد..والماء يطفئ النار..والسحاب يحمل الماء..والريح يحرك السحاب..والإنسان يغلب الريح..والخمر يغلب الإنسان..والنوم يغلب الخمر..والهم يمنع النوم..فأقوى شيء في الدنيا الهم..فاللهم إنا نعوذ بك من الهم والحزن
9
مساحة من الاتفاق و مساحة من الاختلاف
كتب :مجدي سالم
بتاريخ: الثلاثاء 16 ديسمبر 2014 الساعة 09:53 مساءً
اعجني بخلاف اسلوب الكتابة اعتبار الموجود في القرءان و السنة هو الاصل و ليس ما لدي الآخرين و نستطيع أن نقول لايجاد مساحة اتفاق مع الآخر دعنا نقول ان كلا منهما الاصل و نسير معا لنصل الي الاختلاف وليس الخلاف ليسلم احدنا اين الاصل فيما عند المسلمين ام عند غيرهم احييك استاذي علي تلك الرؤية و نحتاج الي بذل المزيد من جهد علماء الادارة للغوص في القرءان و السيرة للوصول الي الادارة - بفروعها - الاسلامية وكم ترك السابق للاحق في هذا المجال بادوات العصر و لغته و تقنياته و مفرداته اكرر شكري نفع الله بعلمك امد الله في عمرك في صحة و صالح عمل تلميذكم و محبكم
أضف تعليق
الاسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
أدخل حاصل جمع