توليد القيمة من خلال شبكة الانترنت

أ.د. محمد المحمدي الماضي

أستاذ إدارة الاستراتيجية

كلية الإدارة جامعة القاهرة [1]

مقدمة:

          رغم مرور أكثر من 15 عام على أول مرة نشر فيها هذه المعلومات كجزء من بحث مرجعي طويل عن : الاستراتيجيات الموجهة بالقيمة كمتطلب للترقية لأستاذ إدارة الأعمال (2001 ) إلا أنني حينما أقرأه أجد أن الكثيرين من الممارسين ( مديرين استراتيجيين ، وأصحاب منشآت) لايزالون حتى الآن بعيدين بشكل كبير عن الاستفادة الهائلة مما أتاحته النت من فرص واسعة لتوليد القيمة لكافة النشآت والمؤسسات والشركات على اختلاف أنواعها؛ سواء كانت مؤسسات أعمال، أو خدمات، تهدف أو لاتهدف للربح، ،...الخ.

          ورغم ما حصل من تطور ضخم خلال هذه السنوات فيما يتعلق بتطبيقات النت المختلفة في دنيا الأعمال ، إلا أن مسايرة كثير من رجال الأعمال في مؤسساتنا ، وكذلك الحكومات ، بعيدا جدا عن مستوى الطموح.

          ولعل هذه العجالة التي كتبتها منذ 15 عاما توضح هذا الواقع المؤسف .

          وكلي أمل أن يمثل ذلك خطوة تؤكد على ضرورة انتباه كل من الباحثين والدارسين والممارسين لإعطاء هذا لجانب المزيد من الاهتمام لينعكس بشكل واضح على توليد وتعظيم القيمة لكافة مؤسساتنا في المنطقة العربية،،،

والله من وراء القصد ،،،،،،،،،،،،،،،،،

محمد المحمدي  10/3/2017

          والآن لنحاول معا أن نستعرض ما يمكن أن تقدمه ( The web  ) من خلال الانترنت من فرص ضخمة للمديرين لتعظيم القيمة للمساهمين، ولماذا يؤدى الفشل في الاستفادة  من هذه  الفرص إلى تحطيم هذه القيمة للمساهمين وبمعدلات كبيرة في الشركة التقليدية . ونظرا لأن القيمة للمساهمين تعتمد على تقديم قيمة للعملاء فلقد قرر( Doyle , 2000) بإيجاز لما يمكن أن تخلقه ( The web  ) من قيمة لكل من العملاء والشركات بشكل موجز وكما أورده كل من

( Kotler , 1999 ;Doyle ,  2000) .

أولا: كيف تقدم الانترنت ( The web  ) القيمة للعملاء :

تقدم الانترنت للعملاء كما يقول ( Doyle ,  p.333-335) سبع فوائد :

1- المزيد من التفاعل الشخصي Customizing  من خلال تفصيل السلع والخدمات بشكل شخصي يتناسب مع احتياجات كل عميل، بل ويستطيع العميل أن يتدخل في تصميم المنتج وتحديد مواصفاته بنفسه ( كما هو الحال في شركات الكمبيوتر، والملابس، وحتى السيارات)

فلقد وضعت الانترنت مفهوم التسويق التفاعلي الذي بشر به ( Peppers & Rogers , 1993 ) موضع التطبيق، كما يوضحه شكل (33) .

جميع الحقوق محفوظة