حكمة اليوم

قرأنا لك

الخطوات الثمانية لتصميم برامج تدريبية فعالة - عبد الرحمن محمد المحمدي... المزيد

قائمة المراسلة
الاسم
البريد
الجوال

مشاهدة : 501

رمضان وإدارة التوازن الداخلي

رمضان وإدارة التوازن الداخلي

لا شك أن الإنسان يحتاج كي يحقق أداءً ناجحًا ومتميزًا في الحياة، إلى شحن وتفريغ متوازن للطاقات المحركة لأدائه، وهذا ما يمكن التعبير عنه بإدارة  التوازن الداخلي المستمر ، فلم يعد اهتمام القادة العظام والمدربين الناجحين في كافة المجالات ، منشغلين بتنمية الجوانب الفنية لمن يؤدون المهام ، بقدر اهتمامهم بإيجاد توازن داخلي يقوم على  تكاملية الشحن المتوازن لطاقات محركة أساسية للأداء الإنساني وهي:

1.  الطاقة الجسمانية.

2.  الطاقة الروحية.

3.  الطاقة النفسية.

4.  الطاقة الذهنية.

فهل هناك علاقة بين العبادات عموما ،وفي شهر الصيام على وجه الخصوص ، وذلك الشحن المتوازن؟

لا شك أن الموضوع يحتاج وقفة بل وقفات يمكن اعتبار تلك الخاطرة مقدمة لها والله نسأل أن يفتح علينا وعليكم بالمزيد.


    الطاقة جسمانية :


    وهي تحتاج لشحن مستمر بضبط أصناف وكميات الطعام والشراب ومواعيده ، وممارسة الرياضة، وضبط مواعيد النوم واليقظة ...

     وما أعظم ما يضيفه لنا شهر رمضان  المبارك في ذلك ، مما لا يكاد يجادل فيه أحد ؛ خاصة لو أحسنا بالفعل الصيام على نهج رسول الله صل الله عليه وسلم.

الطاقة روحية:


     وهي الجانب الشفاف الذي جعل الطين (الجسم المادي) يصبح نفسا حيوية كما قال تعالى :"ونفخنا فيه من روحنا"

    وكنهها لا يعلمه إلا الله ، لكن آثارها عظيمة على حركة الانسان وتميزه ، فكثيرا ما نردد (الروح المعنوية عالية أو منخفضة)

لكن أعظم شحن لها هو ما حدده خالقها وخاصة في حسن الصلة والقرب من الله بالعبادات؛ من اقامة الفرائض، والمزيد من النوافل، والتزود المستمر من كتاب الله الذي أسماه "روحا" في قوله تعالى "لقد أنزلنا إليك روحا من أمرنا..." وفي شهر رمضان فرصة عظيمة لتطهر الأرواح وتهفو إلى خالقها وتصفوا بالصيام والصلاة والقيام والتهجد والزكاة وتلاوة القرآن ... جرعة مكثفة من الشحن الروحي ، وما أحوجنا إلى ذلك ثم الاستمرار عليه بلا كلل ولا ملل بعد ذلك.

 

الطاقة نفسية:


      ملؤها التفاؤل والانطلاق والخلو من العقد والمثبطات؛ من هم أو حزن أو عجز أو كسل أو جبن أو بخل أو كبر أو حسد أو شك وسوء ظن ...ولا ينقي النفس ويطهرها من مثل تلك الأفات المهلكة إلا علاقة حميمة بين الانسان وكتاب ربه وسنة نبيه والاهتداء بهديهما ، هذا بإيجاز شديد ، حيث تكون الحياة أكثر سعة ورحابة على قدر صلتك بمالك الملك وخالق السموات والأرض وما بينهما والذي يملك الأمر والنهي سبحانه. فهو وحده يملك أن يحقق لك الهداية ،وراحة البال ، والسكينة ،والاطمئنان ،والأمن،والأمان

 

الطاقة ذهنية :


وهي محصلة وخلاصة للاشباع المتوازن لكل ما سبق ،وهي أهم ما يحتاج إليه الإنسان ليحقق التميز والتفوق والإبداع في كل ما يؤديه ، ولو فقد الانسان التركيز اختل أداؤه وتخلفت حياته ، ولا شك أن شحنها هي ذاتها بشكل مباشر يكون أعظم ما يكون بعد إحساس الانسان بدرجة عالية من الأداء العبادي والاستغراق فيه في مثل هذا الشهر المبارك، وأعتقد أن كثيرن قد جربوا ذلك...
فهل نحسن استثمار أوقاتنا ونضبط الشحن والتفريغ المتوازن لطاقاتنا كي نحظي بحياة سعيدة ناجحة ترتكز على توازن داخلي مستمر.؟

   
أضف تعليق
الاسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
أدخل حاصل جمع